19 سبتمبر 2024 | 16 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الشيخ سعد التركي: ينبغي أن نضع لأبنائنا برنامجا يستثمر فترة الإجازة الصيفية فيما يفيد

12 أغسطس 2018

كلما حلُّ فصل الصيف من كل عام، يتوق الناس على اختلاف مشاربهم إلى قضاء بعض الوقت في عطلة، ترويحًا عن النفس، وتخلُّصًا من رتابة أشهر العمل والدراسة، وبحثًا عن الأنس والاستجمام، وكل هذا طيِّبٌ ومشروع إذا كان فيما يرضي الله عز وجل، فالعاقل من أدرك قيمة وقته، وحرص على استثمار أيام عمره فيما يقربه إلى ربه تبارك وتعالى.
   حول سبل الاستفادة والاستغلال الأمثل لفترة الإجازات يقول فضيلة الشيخ سعد بن صالح التركي، الداعية والقارئ، أن الوقت من أعظم النعم وأجلها، فهو مستودع حياة الإنسان بأسرها، وفترة العطلات الصيفية من الأوقات التي ينبغي أن تشحذ الهمم لاستغلالها، وتتضافر الجهود للاستفادة منها، فهي نعمة جزيلة لا يصح أن يفوت المرء خيرها وبركتها، وقد يكون للسفر والسياحة نصيب من العطلة عند بعض الناس، وفي ذلك منفعة لا تخفى، مع الحرص عن البعد عن كل ما يخالف الآداب الشرعية.
إن العطلات في حقيقتها توقف محدود عن أداء بعض الأعمال والمهمات، وهي لا تعني بأي حال الدعة والكسل، أو التوقف عن البذل والعمل، فأيام العطلة هي جزء من العمر لا ينبغي أن يذهب هباءا، ولطالما حرص الصالحون من هذه الأمة على استغلال الوقت، واغتنام ساعاته، فانطلقوا في كل ميدان يبنون ويعمرون، ولم يتحقق ذلك لهم إلا بالتخطيط الناجح والمتقن، وعلى نفس المنوال ينبغي على كل منا التخطيط لفترة إجازته، وتحديد الأهداف والأولويات، وبعد ذلك لابد من رسم جدول زمني خاص من أجل تنفيذ تلك الغايات والأهداف، جدول مرحلي؛ يومي وأسبوعي، يجمع بين الحزم والمرونة، وتراعى فيه الالتزامات والظروف، وعلى هذا النسق يضع كل شخص برنامجه الملائم له أو لأبنائه، وما عليه عندئذ إلا أن يشرع في التطبيق، وينطلق في التنفيذ، مستعينا بالله تبارك وتعالى.
ومن أفضل الأعمال التي تقضى بها الإجازات الصيفية؛ السعي لاكتساب المهارات والمعارف الجديدة، فبالعلم يرتقى الفرد مدارج العلا، ولعل أهم وأَجَلّ ما ينبغي حث أبنائنا على تعلمه واتقانه هو كتاب الله الكريم، فهو خير علم، وأنفع ما يُتعلَّم.
علينا جميعا أن نستغل أعمارنا في الإضافة إلى صحائف أعمالنا، وأن نملأ أيام راحتنا بكل ما يفيد وينفع، وأن نعين أبناءنا على استثمار عطلاتهم المدرسية في أنشطة توسع مداركهم، وترفع شأنهم، وتقوم سلوكهم، وأن نعلمهم أن الإجازة لا تسقط فضل المنافسة في الطاعات والقربات، فلا ينبغي أن يتهاونوا في أمر العبادة في أيام العطلة، ولا يسهروا ليلهم فيما لا يفيد، ويناموا نهارهم ويضيعوا أوقات الصلاة.
من ناحية أخرى يشدد فضيلة الشيخ على أن الفراغ هو من أخطر العوامل التي قد تؤثر في فكر أبنائنا وسلوكهم، فالفراغ قد يجر النشء والشباب إلى مزالق الصحبة الفاسدة، ويدفعهم إلى طريق الانحراف دفعا، من هنا فإن مسؤولية الآباء أن يتداركوا الأمر ويحسنوا توجيه النشء قبل أن يفقدوا وجهتهم، وأن يستغلوا أوقات الفراغ في إجازات أبنائهم فيما يفيد، قبل أن يكون ذلك الفراغ وبالا عليهم والعياذ بالله، يقول ربنا رب العزة سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم:6]، ويقول نبينا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته" [متفق عليه].

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت